الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
أما ما حكاه القواس (1) (ت: 696 هـ) عن السيرافي من أن نزع حرف الجر في باب أمر قياس مطرد، فلم أجد من حكاه عنه غيره بل إن ظاهر كلامه في شرح كتاب سيبويه (2) أن باب أمر مقصور على السماع، ولعل نسبة ذلك إلى السيرافي ترجع إلى تسميته (قومه) في قوله تعالى: {واختار موسى قومه} (3) مفعولا منه (4). وهذا- إن صدق- لا يكفي في نسبة قياسية هذا الباب إلى السيرافي وإلا لكان يسمي منصوب أمر الثاني في نحو: أمرتك الخير مفعولا به، ومنصوب سنعيدها في قوله تعالى {سنعيدها سيرتها الأولى} (5) مفعولا إليه.ولأبي علي الفارسي مقولة يفهم منها القول بقياسية نزع حرف الجر في هذا الباب، وذلك قوله: "تقول: أبدلت الشيء بالشيء، والشيء من الشيء، وقد يحذف حرف الجر، فيتعدى الفعل إلى المفعول الثاني، كقولهم: اخترت زيدا من الرجال واخترته الرجال، وأستغفر الله من ذنبي، وأستغفر الله ذنبي، وكذلك أبدلت وما يجري مجراه" (6).وكان أصرح ممن تقدم في قياسية هذا الباب والد السيوطي (ت: 854 هـ) في ما نقله عنه ابنه وذلك في تخريجه قول النووي في المنهاج: "وما ضبب بذهب ضبة كبيرة لزينة حرم" (7) أن (ضبة) منصوب على نزع الخافض من باب أمرتك الخير، "قال: ولا يرد علي أنهم لم يعدوه من أفعاله لأنا نقول: ما قيس على كلامهم فهو من كلامهم" (8).- - - - - - - - - -(1) ينظر: المباحث الخفية: 1 /502.(2) ينظر: 2 /310- 311.(3) الأعراف: 155.(4) ينظر: المباحث الخفية: 1 /502، وشرح قطر الندى: 219، والأشباه والنظائر: 5 /15- 16، وحاشية الأمير 1 /224.(5) طه: 21.(6) المسائل العضديات: 112.(7) مغني المحتاج (المتن): 1 /62، وينظر: نهاية المحتاج: 1 /106.(8) همع الهوامع: 3 /12. وينظر: الأشباه والنظائر: 8 /251- 252.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 155- مجلد رقم: 1
|